تفعيل مجلس حكماء عدن.. لجمع إرادة ابناءها والدفاع عنها.
في ظل استمرار التدهور والعبث الذي تشهده كافة مناحي الحياة في عدن، واصرار هيئات السلطة بشقيها الرئاسي والحكومي على تجاهلها للوضع المأساوي الذي يعاني منه ابناء واهالي هذه المدينة حيث بلغهم من الاذى والضر مالا يمكن تحمله والسكوت عنه.
وعطفا على نداءتنا وتحذيراتنا المتكرره الى السلطات للتدخل ومناشدة أطرافها الى نبذ خلافاتهم والالتفات بمسئولية لواجباتهم تجاه عدن وابناءها.
ونظرا لما تشهده عدن حاليا من تصاعد في حالة الغليان واتساع رقعة الاحتجاجات المدنيه المشروعه والتي نأمل الحفاظ على سلميتها، لتفويت المبرر على المتربصين بها لقمعها.
وامتدادا لدعوتنا مؤخرا الى ابناء عدن للالتقاء والتشاور والسعي لإنشاء اطار مدني حاملا لقضيتهم ومعبرا عن ارادتهم الحره ومدافعا عن حقهم العادل في إدارة شئون مدينتهم والعيش الكريم.
وتقديرا للموقف وبعد اجراء مراجعه تقييميه لكافة جهود ابناء عدن المخلصه بعد تحريرها وعلى مدى عقد من الزمن ومساعيهم لتنظيم وتاطير انفسهم.
وانطلاقا من المسئوليه التاريخيه التي يستشعرها العديد من عقلاء ونشطاء ابناء عدن، وتطلعهم الى ايجاد كيان عدني مدني توافقي، واستلهاما لروح ابن عدن البار ومحافظها الشهيد المغدور به اللواء جعفر محمد سعد، ومشروعه الطموح لجمع إرادة ابناء عدن وقراره الصائب بتشكيل مجلس حكماء عدن من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينيه، والمحددة اختصاصاته واهدافه بالسعي للارتقاء بعدن وجعلها مدينة اقتصاديه إقليميه وعالميه وتوجيهه لاعضاء المجلس بعمل كل مايلزم للخروج برؤية وحلول لكافة القضايا التي تهم عدن وابناءها.
وهو ما عززه من بعده اللواء عيدروس الزبيدي حيث اكد على ضرورة تفعيل دور مجلس حكماء عدن عند تعيينه محافظا لعدن عقب اغتيال الشهيد جعفر.
وهو ذات الاتجاه الذي ذهبت اليه السلطه آنذاك في بلادنا بشقيها الرئاسي (هادي) والحكومي (بحاح) اضافة الى الترحيب الاقليمي والدولي في أن يلعب مجلس حكماء عدن دورا كبيرا في استقرار وتنمية عدن، وجعلها مدخلا مساعدا لحل اشكالية الحكم داخل قيادة السلطه الشرعيه وتجاذباتها آنذاك والممتده حتى يومنا هذا.
وعليه وتأسيسا على ماسبق وتخليدا لروح شهيد عدن وقائد تحريرها اللواء جعفر سعد، واحياءا لمشروعه الصادق والواعي في جمع ابناء عدن وتنظيم جهودهم للدفاع عن مدينتهم والارتقاء بها وضمان استقرار معيشة ابناءها، فأنني ادعو الى مايلي:
- إعادة تفعيل مجلس حكماء عدن بنفس تشكيلته الاولى (٢٨ عضوا) والأخرى باضافه (١٣ عضوا)، والوارده في قراري محافظ عدن الشهيد جعفر في عام ٢٠١٥م، واعتماده كاطارا مدنيا حاملا لقضية عدن وهموم ابناءها.
- يتولى خمسة اعضاء على الاقل من الواردة اسماءهم ضمن قوام المجلس بتوجيه دعوة لانعقاده في اقرب وقت ممكن وعبر وسائل النشر العامه. (اقترح ان يكون الخمسة الأعضاء احمد القعطبي، بدر ناجي، تمام باشراحيل، حسن سعيد قاسم، دكتوره ابتهاج سعيد).
- يعقد الاجتماع في مبنى محافظة عدن، وبرعاية وتسهيل قيادة مجلس محلي محافظة عدن مشكورين، وفي حالة تعذر ذلك يقرر الخمسة الأعضاء مكانا بديلا للاجتماع.
- يعقد المجلس اجتماعه بمن حضر، ويراس اجتماعه اكبر الأعضاء سنا، ونظرا لمرور عشرة اعوام لتشكيله، يختص في اجتماعه الاول بمراجعة قوام المجلس والتحقق من وجود الأعضاء الاخرين الذين لم يحضروا، والتواصل مع من لازالوا على قيد الحياة وبحث سبل حثهم على الحضور والمشاركه في اجتماع ثاني يخصص لمناقشة القضايا الرئيسيه التي تدخل ضمن مهام المجلس الاساسيه.
- يتولى المجلس في اجتماعه الثاني اختيار هيئه قياديه من أعضاءه بالداخل لادارة شئونه بصورة مؤقته والتي تختار رئيسا توافقيا من بينها ولجنه متخصصه لاعداد وبشكل عاجل لائحه تنفيذيه منظمه لعمله.
- يحرص المجلس وبشكل عام على اختيار قياداته من بين أعضائه المقيمين بصفه دائمه داخل عدن، ويستعين بمن هم في خارجها للاستشاره او تكليفهم بمهام ذات صله بمناطق تواجدهم.
- يحرص مجلس حكماء عدن على تمتين علاقته مع المجلس المحلي لمحافظة عدن، ويبحث في اجتماعه الثاني طبيعة وآليات العمل والتنسيق مع قيادته في تنفيذ مهامه.
- يتولى مجلس حكماء عدن التواصل مع المكونات العدنيه الفاعله ومساعدتها لتنسيق وتنظيم جهودها ودعمها للتعبير السلمي عن رؤاها ودفاعها عن عدن وحقوق ابناءها العادله للمشاركه في الثروه والسلطه.
- ينشئ المجلس وبشكل عاجل لجنه اقتصاديه مشتركه بالتنسيق مع الغرفة التجاريه بعدن وممثلين عن البنوك وجمعية الصرافين تهتم بمناقشة اسباب تردي الوضع الاقتصادي العام وتدهور سعر العمله المحليه وسبل معالجتها.
- ينشىء المجلس وبشكل عاجل لجنة متخصصه بالخدمات العامه الرئيسيه تعنى بالوضع المتردي لخدمات مدينة عدن وعلى وجه التحديد الكهرباء والمياه والتعليم والصحه ووضع مقترحات حلول عمليه لمعالجتها عاجلا من خلال مبادرات يتبناها المجلس، وبالتنسيق مع السلطات المحليه والمركزيه لتنفيذها.
- يدافع المجلس عن عدن وحقها كمدينة ذات وضع خاص ويدعو السلطه الشرعيه، وكذا المكونات السياسيه المنضويه فيها بمختلف توجهاتها الى الالتزام بتعهداتها، باعتباره من مخرجات الحوار الوطني وهو احد مرجعيات السلام الشامل في بلادنا، والمعترف به من السلطه ومكوناتها.
- يعمل المجلس على تنسيق ومتابعة جهود حثيثه مع السلطات القضائيه والامنيه والرقابيه الاخرى بمحافظة عدن للحد من العبث باصول وموارد محافظة عدن، والسعي لاستعادة ماتم التصرف بها بغير وجه حق، والعمل على تثبيت الاستقرار والامن، ومنع التجاوزات بحق ابناء عدن وقمع حرياتهم والمساس بحقوقهم المصانه دستوريا.
- يمثل المجلس مدينة عدن ويدافع عن مصالحها، ويسعى لتعزيز مكانتها الاقتصاديه محليا وخارجيا وله في سبيل ذلك التنسيق مع السلطه في بلادنا لدعم تواصله مع الجهات المحليه والخارجيه الداعمه وعرض تصوراته لسبل تنميتها والحد من موانع استغلالها لقدراتها وتوظيف عوائدها لتطويرها ورفع جاهزيتها لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل لابناءها وتحسين مستوى معيشتهم.