تكررت نداءاتنا للسلطات في بلادنا ان يحذروا استكانة أبناء وأهالي عدن والمراهنة على خصائص سلوكهم المدني المتروي في تعاملهم مع شدائد معيشتهم، و تعددت مناشداتنا للمعنيين بشئون الحكم في بلادنا بان يسرعوا في ايجاد معالجات للازمه الخانقه التي تعصف بحياة الإنسان فيها وتدمر كيانها.
نفذ صبر الشارع، وكما كان متوقعا خرجت الناس في تظاهرات سلميه تعبر عن احتجاجاتها ورفضها لواقع يراد فرضه عليها، حيث ينعم الحاكم وحاشيته برغد العيش، ويتجرع المواطن وأسرته شظف العيش.
وفي عدن تحديدا وكما سبق وحذرنا تتعمق الأزمه لتاخذ شكلا اكثر حدة، حيث خرج أبناءها يطالبون بحقهم المشروع في العيش الكريم وكذا حقهم العادل في إدارة شئون مدينتهم.
وبدلا من ان تحدث تظاهرات أبناء عدن وأهاليها السلميه استفاقه ولو متاخرة لدى السلطات وتحكيمها للعقل في التعامل معها، واستدراك أخطاءها، إلا أنها اختارت سبيل الترهيب بالقوة المسلحة لإسكات صوت الشارع وقمع الاحتجاجات واعتقال ميليشياتهم من تطال اذرعها من شباب عدن المتظاهرين.
إننا وإذ ندين ماشهدته عدن من ممارسات عنيفه ضد المتظاهرين السلميين فإننا نرفض كذلك وبشكل قاطع الدعوه إلى تعليق حق التظاهر وحجب حق المواطنين في التعبير السلمي عن مطالبهم المشروعه، ونطالب السلطات بالافراج الفوري عن المعتقلين وتأمين سلامتهم،  وتحمليها مسئولية تبعات استخدام العنف، وتجاهلها لإيجاد معالجات جاده وواقعيه للازمه الخانقه التي تعاني منها عدن وباقي مناطق بلادنا.