الجمهورية الجديدة... مصر إلهام لشعوب تبحث عن نهضة حقيقية
من يتأمل المشهد المصري اليوم، يدرك حجم التحول العميق الذي تشهده الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث لم تعد مصر تكتفي برد الفعل على التحديات، بل اصبحت صانعة للقرار، ماضية برؤية واضحة نحو المستقبل. انها "الجمهورية الجديدة" التي ارادها السيسي أن تكون عنوانا لعصر مختلف، تتكامل فيه الدولة الحديثة مع جذورها العريقة، وتستعيد القاهرة من خلالها صوتها وصورتها الى العالم.
ادرك الرئيس المصري منذ اللحظة الاولى أن معركة مصر الحقيقية ليست ضد الإرهاب فحسب، بل ضد التراجع والبيروقراطية التي كبلت طاقات المصريين لعقود. فجاءت الجمهورية الجديدة مشروعا وطنيا شاملا لبناء الانسان قبل العمران، وترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية والمساءلة داخل مؤسسات الدولة.
واصبحت المشروعات العملاقة شاهدة على التغيير، بل رسالة تؤكد أن مصر قادرة على النهوض مهما كانت التحديات. من العاصمة الادارية الجديدة الى المدن الذكية وشبكات النقل العملاقة، ترسم القاهرة ملامح مستقبل حضاري يعيد اليها مكانتها كقلب نابض للعالم العربي ومركز قرار اقليمي مؤثر.
كما استطاعت مصر أن تضع العالم امام لوحة متكاملة من التاريخ والحضارة عبر المتحف المصري الكبير، اكبر متحف في العالم، الذي يجسد عبقرية الانسان المصري ويؤكد أن الابداع جزء من هوية الأمة.
لقد علمنا الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ادراك حجم المعاناة والتحديات ليس ضعفا، بل بداية القوة، وأن معرفة حجم التربص الخارجي بالوطن وتحالف قوى الشر الداخلية لا تزيد الاوطان الا صلابة واصرارا على النهوض. وعندما تتوافر الرؤية الوطنية الصائبة، والارادة السياسية المخلصة، ووحدة الصف، يصبح البناء ممكنا، والاستقرار واقعا، والازدهار ثمرة طبيعية للتكاتف والعمل.
ان التجربة المصرية هي الهام للشعوب وفي مقدمتها بلادنا بأن الطريق الى الجمهورية الثانية القوية يبدأ من الايمان بالوطن، والاصرار على أن يكون حاضره في مستوى تاريخه العظيم وحضارته العريقة.