" صوت عدن" يحاور ناشطات حول ثورة النساء بعدن من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والخدماتية وحياة كريمة
صوت عدن / خاص :
شهدت العاصمة عدن منذ ايام عددًا من التظاهرات والوقفات الإحتجاجية السلمية قامت بها نساء عدن الماجدات للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والإقتصادية والخدماتية والصحية والتعليمية والمطالبة بحياة كريمة للمواطنين في ظروف عصيبة تفاقمت فيها المعاناة الإنسانية وباتت الحياة في عدن جحيما مخيفا لا يطاق حيث ارتفعت ساعات انطفاء الكهرباء تزامنا مع رطوبة ساخنة ومرتفعة في ظل صيف حار فيما تواصل العملة الوطنية الانهيار ليترتب عنها غلاء فاحش وارتفاع اسعار كافة السلع والمواد الاساسية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية ما أثقل كاهلهم وباتوا على شفا مجاعة كارثية في ظل رواتب متدنية ولا تصرف بانتظام ولم تعد تفي بتوفير الحد الادنى من الاحتياجات المعيشية وفيما تتفشى الامراض والاوبئة الفتاكة من الحميات والكوليرا بشكل غير مسبوق وتحصد ارواح المواطنين من مختلف الاعمار في ظل صمت حكومي مخزي وعجز عن توفير ابسط الاحتياجات الأساسية لمكافحة تلك الاوبئة لحماية الناس من تلك الامراض القاتلة.
وتاتي تلك التظاهرات لتكسر حواجز الخوف التي زرعتها ميليشيات سلطات الامر الواقع التي تمارس التنكيل بالمتظاهرين السلميين وتقنع الاحتجاجات وتزج بالنشطاء في سجونها السرية في محاولة بائسة لتكميم الأفواه وتضييق الخناق على ما تبقى من الحريات العامة .. رئيسة تحرير "صوت عدن" الصحفية ضياء سروري أجرت حوارا صحفيا مع عدد من الناشطات بدأتها بالمحامية عفراء حريري لتسليط الضوء على أهمية الاحتجاجات التي قامت بها النساء وهي تظاهرات سلمية مشروعة تكفلها القوانين النافذة والمواثيق والقوانين الدولية المعنية بحقوق الانسان .. فيما يلي نص الحوار:
المحامية عفراء حريري: تعدد الشعارات سيؤدي الى منحى آخر يضيع ما خرجن لأجله:
كلُّ واحدة رأت في مقدرتها على صنع البوستر زعيمة ثورة:
1.. ما هي الخطوات التصعيدية التي ستتخذ في حال لم تظهر نتائج ايجابية للاحتجاجات بسبب عدم اتخاذ السلطات اجراءات تنهض بالاوضاع المزرية؟
سأرد عليك من منطلق أني مشاركة في هذا الغضب والتظاهرة وعليه سأتحدث من وجهة نظري التي ربما لايتفق معها البعض أو تتفق معها البعض ، لأنه كما يبدو واضحا من تعدد الشعارات بأن النساء ستتجه إلى منحى أخر سيؤدي إلى ضياع ماخرجن من أجله خاصة وأنه كلُّ كتلة تريد أن تتصدر مشهد التظاهرة وبأنها صاحبة السبق في الاعلان عن البوستر الأول أو غيره بشأن ثورة النساء وعند النزول للساحة واستجابة النساء أعتبرن انفسهن زعيمات للثورة وغفلن أدوار قمن بها البعض من خلف ستار تلك الشطحات الفردية ، وهذا يؤثر كثيرا في مجرى سير التظاهرة لأنه من المفروض طالما تم تلبية الدعوة فالجميع في الحق سواء لأن من بدأن الدعوة أو بدأت لم تكن في التظاهرات جميعها موجودة كن غيرها هناك وظهرت بوسترات متنوعة وظهرت تسميات مختلفة لأن كلُّ واحدة رأت في مقدرتها على صنع البوستر زعيمة ثورة.
وهذه مأساتنا في الجنوب ولم نتعلم من كل المراحل التي مرت لأننا شعب لايقرأ بالقدر الذي يثرثر وينظر ، فإذا استمر الحال هكذا لن يكون هناك تصعيد لأن المهاترات ستعلو على السطح وكثيرا من يريد أن يركب الموجة بما فيها الأحزاب والمكونات السياسية ، وعليه سينخفض حجم التفاعل وستتوه الأخوات في هذه الدوامة التي لا أتمناها لهن ، لذلك أرى أن يتوقف هذا الأمر وتستمر التظاهرات والاحتجاجات حتى يتم تنفيذ المطالب بالحقوق كاملة غير متجزئة ، لأن الرضا بالجزء و التوقف معناه العودة إلى المربع الأول خاصة وأن الأشخاص المتسببين في الأزمة ما زالوا في مناصبهم ومواقعهم.
2.. هل لمستم بعض التجاوب بتحسين الأوضاع المعيشية والخدماتية المتردية ، أم أن السلطات فاقدة للشيء وليس بيدها حلول عاجلة؟
لم نلمس شيئا ، فماذا يعني إذا نقصت الانقطاعات من ١٢ أو ١١ أو ١٠ ساعات إلى ٨ ساعات في درجة حرارة ورطوبة عالية جدا حتى أنه لا نستطيع أن نلتمس برودة المكيف خلال الساعتين المفتوح بها.
وكما قلت لايمكن أن تجدي تحسن أو إمكانية مع وجود نفس الأشخاص المتسببين فيها ، وسبب الأزمة لايمكن يمتلك الحلول وخاصة المستعجلة منها.
3.. كيف تفاعل المجتمع الدولي لاسيما المنظمات الحقوقية مع الاحتجاجات النسوية بعدن؟
شدت التظاهرة إنتباه المجتمع الدولي بدليل أن المبعوث الاممي ذكرها في إحاطته الأخيرة لمجلس الامن ، وزيارة الاتحاد الأوروبي لعدن ركزت على التظاهرة وأهتمت بها وسألت عنها وعن ابعادها ، وكذلك مستشارة المبعوث الأممي لليمن تناولتها في حلقة نقاش خاصة بهذا الحدث الذي أخشى أن يفقد زخمه.
4.. كيف قيمتم قرار الأمن بمنع خروجكم ؟
المنع في وجود الغضب لن يجدي نفعا لأنه سيزيد الناس عنادا وتعصبا وتصبح هناك مواجهات وإعتداءات بالسلاح وهذا الذي لا أتمنى أن يحدث ، وتتعقل السلطة وتراجع نفسها كثيرا وتبدأ في المعالجات افضل لها من مواجهة الشارع وهي خالية الوفاض لأن المواجهات معناه سقوط ضحايا من الجانبين مهما تحصنت السلطة وراء حراسها من القوات والتشكيلات الأمنية والعسكرية المتعددة بمسمياتها لأن حتى هؤلاء سيسقطون ضحايا ، صحيح أن أفراد السلطة محميين ومتحصنين بهؤلاء إلا أن إستمرار الحال من المحال.