الناشطة منى علي سالم البان : العام الدراسي أصبح إعلانا تجارياً
صوت عدن/ خاص :
قالت الناشطة المجتمعية الأستاذة منى علي سالم البان : عامٌ دراسي جديد يُفتتح ، لكن ليس في المدارس ، بل في مكاتب القرطاسية والمحلات التجارية وعلى أرصفة البسطات.
وأضافت في منشور لها : واجهات المحلات تتزيّن بالحقائب والدفاتر والأقلام وكأن هذا وحده هو التحضير للعام الدراسي . أما المدارس فمغلقة ، والمعلمون مضربون والوزارة غائبة والطلاب مشرَّدون بين الشوارع واللامبالاة .. فيما يلي نص المنشور:
عامٌ دراسي جديد يُفتتح، لكن لا في المدارس بل في مكاتب القرطاسية والمحلات التجارية وعلى أرصفة البسطات!
واجهات المحلات تتزيّن بالحقائب والدفاتر والأقلام وكأن هذا وحده هو "التحضير للعام الدراسي". أما المدارس؟ فمغلقة والمعلمون مضربون والوزارة غائبة والطلاب مشرَّدون بين الشوارع واللامبالاة.
فأين التعليم؟ وأين الدولة؟
العام الماضي كان شاهدًا على انهيار التعليم بكل ما تعنيه الكلمة.
إضراب شامل للمعلمين ، رواتب منهوبة ، ووزارة ترفض الاعتراف بالمشكلة أو مواجهتها.
لكن رغم كل ذلك تُفاجئنا وزارة التربية بـ"برنامج زمني" جديد لهذا العام وكأنها تعيش في كوكب آخر!
وهنا يطرح السؤال نفسه:
لماذا أُنشئت وزارة للتربية والتعليم؟ ولماذا عُيِّن وزير لها؟
هل لكتابة الجداول والبرامج الزمنيه لعام دراسي ورفعها على المواقع؟
هل لحضور مؤتمرات "تطوير التعليم" خارج البلاد ، بحقيبة فارغة إلا من أوراق خضراء؟
هل أصبح دور الوزير التنقل بين الفنادق خمس نجوم بينما المعلم لا يجد ثمن المواصلات والطالب لا يجد مقعدًا في مدرسته؟
وفي الداخل الكارثة تتوسع : معلم بلا راتب ، طالب بلا مقعد ومدرسة بلا كهرباء ولا بيئة تعليمية.
ومع كل هذا الوزارة ماضية في إنكار الواقع وكأنها تشاهد مسلسلًا خياليًا لا علاقة له باليمن.
وفي ظل هذا الانهيار تقفز المدارس الخاصة على المشهد، لا لتصلح بل لتستغل.
وجدت في غياب الدولة فرصة ذهبية فرفعت رسومها بشكل جنوني واستغلت تعطيل التعليم الحكومي لتتحول إلى مشاريع تجارية طبقية.
لم تعد تهدف إلى التعليم، بل إلى جني الأرباح.
أصبحت تبيع "فرصة التعليم" كسلعة في السوق، لا كحق إنساني.
والنتيجة؟
تعليم لمن استطاع إليه سبيلا والبقية إلى الشارع.
جيل كامل يُقصى لأن أهله لا يستطيعون دفع الرسوم.
طفل لا يملك قيمة الحقيبة وآخر لا يملك مكانًا يجلس فيه، وثالث يرتمي في الشارع بدلًا من الفصل.
أي وطن يُبنى بهذا الشكل؟ وأي مستقبل ننتظره؟
العام الدراسي لم يبدأ في المدارس بل بدأ في المحلات التجارية!
صار موسمه موسم "عروض الحقيبة والدفاتر" لا موسم عودة للعلم والمعرفة.
صار التعليم تجارة… وأولادنا زباىن متفرجين لا طلابًا.
والمدارس صارت سوقًا… لا مؤسسة تربوية.
نقولها بوضوح، وبصوت لا يخاف:
يا الكل يتعلم، يا تُقفل كل المدارس!
يا تُحل مشكلة المعلمين، يا يتوقف هذا العبث المغلّف ببرنامج زمني!
لا نريد تعليمًا طبقيًا، ولا وزارة شكلية، ولا وزيرًا غائبًا في الفنادق!
نريد تعليمًا وطنيًا حقيقيًا…
يبدأ من كرامة المعلم ويمتد لكل طفل، بغضّ النظر عن جيب والده.