عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
ينظر إلى وجهي المسترخي ، لم يجد فيه غير تعبير بارد ، وجهي نفسه هاديء الملامح ، برغم مافي صوتي من غضب ،إنفعال . استحضرته من حيث كان . وضعته على كرسي امامي ، وصببت عليه جام غضبي . تعلووجهه الدهشة ، يتطلع إلي في استغراب ، لايجرؤعلى الصراخ ، مثلما كان يفعل عندما كنت من تلاميذه ذات زمن بعيد ..- كان الواجب ان تحترمني ..تقف لي بادب .. الم اعلمك " قم للمعلم ... لا ادعه يكمل . ليس عندي وقت ليسمعني حكمه البالية ، يكفي انني في صباي كنت اصدق كل ماكان يقو ...
-
(4) - ويش اسمك ؟ تقول له :- ربما من الأفضل لك الاتعرف ! وحين يصر تقول له: - سهيل ..إسمي سهيل .. كأن صاعقا ضربه في الرأس علىغيرتوقع.السين ..السين..السين مجددا .. اينما يذهب يلاحقه ..يطارده ، يجده امامه ! اي امرأة يتعلق بها تكون مصابةبالسين . كأنه وباء يتعمد إفسادحياته،كأن الأبجدية تخلو من بقيةالحروف ..كأن الآباء لم يجدوا اسماء لبناتهم بغير حرف السين؟ تجتاحه ذكريات حب قديم من تاريخ السينيات..عيشة يوسف.. لم يعر ...
-
ذات هبيش ، يهبط حلفون .القمر في ربعه الأول ..حلقات الشرح معقودة . المزامير تنزف ..المشترحون والمشترحات يفجرون الليل بالهبيش .. الرصاص في الفضاء ، تردد صداه الجبال كعواء ذئاب جائعة في الليالي المقمرة .. وعشرات الخيم منصوبة في الهواء الطلق ، اكثر من مرات المرات ومن كل الأعوام .. الليل ، وانين الناي ، ورنين الحجول ، احزمة الفضةعلى الخصورالضامرات ..اقدام المشترحات المعفرة بأتربة المدارات.. الرمانات المتمردة ..اثواب وصدورالنيل ، المفتوحة لهواء ال ...
-
اطفات السبعين . احسست ان روحي تنسل مني ، تنطفيء مع رائحة الشموع . صعدتني ابتسامات ، قبلات اولادي واحفادي ، فلم تترك لي الخيار لأفسد عليهم هذه اللحظة المجبولة بفرحهم . لكن ابتسامتي كانت بدون معنى ..وجه سبعيني اتلف الزمن بذور شبابه منذ سنوات بعيدة ، ويندفع بقوة إلى حيث الأجساد المندثرة : هل اطفأت الشموع ، ام اطفأت عمري ؟! قبلات الأولاد ، والأحفاد اشعر بها لهيبا في وجنتي ، اول مرة اكتشف ان لافرق بين القبلة والصفعة ، سوى الألم الذي تسببه الاخيرة ...
-
الاسمنت .. لاشيء سوى الاسمنت ، والتحديق الجنوني للخرسانة الحديد . لايصدق ماتراه عيناه . يطلق آهة طويلة من صدره ، آهة عميقة مليئة بالحسرة : " حتى جبل ربي ! حتى جبل ربي ! " تكاد رقبته تنقصف ، والكتل البلهاء تحدق فيه . لايكف عن الاندهاش وعيناه . يردد الجملة بذهول مدة طويلة . لم يعد الجبل هو الجبل ..ولاالاخضرار الدائم ، ولا الاشجار التي كانت تكسوه هي الاشجار . انكمشت ، زحف عليها الاسمنت . حيثما يصعد بنظره الى اعلى ، القمة الاسمنتية ، تتقافزعليه ...
-
محمدعمربحاح / عصام خليدي وإذا ماعرضنا على شاعرآخر هو احمدالجابري المعروف عنه إشتغاله الشعري على اللهجات المحلية اليمنية - العديدة منها - من عدنية وصنعانية وبدوية ولحجية ولهجات المنطقة الوسطى من اليمن ، فانناسنجد هذا الشاعرالغنائي من اكثرشعراء الأغنية اليمنية إخلاصافي إشتغاله على اللهجة ، وعلى تنوعها، والإشتغال على التشكيل الفني، وعلى المضمون، وعلى الغنائية، وعلى الصورالشعرية .وفي كل اغنية من اغنياتة ، وكل لهجة يكتب بها اغانيه ، يكشف لنا عن م ...
-
لايترك لنا هذا الموت فرصة ولو صغيرة لالتقاط الأنفاس ، فما ان ودعنا بالأمس الثلاثاء الإعلامي الكبير صاحب اشهر برنامج إذاعي ( العلم والانسان ) الاستاذ احمد عمر بن سلمان ،حتى اختطف منااحمد خضر زعبل يوم الاربعاء 5 يناير . وبين الأحمدين اقل من 24 ساعة هو كل الوقت الذي احتاجه ، لينتقل الإثنان من دنيا التعب والكبد ،إلى رحاب الله ورحمته الواسعة ، ويوقعنا في عوالم الأسى ، وبحور الحزن والألم . عرفت احمد خضر زعبل ، عندما كان المدير العام للمؤسسة العامة ل ...
-
مثل نخل حضرموت كان طولا، وكبرياء وعطاء، وشموخا ، يشمخ ولايشيخ ولكنه مثل الأشجار مات كماتموت واقفة ..ومثل نبع الفرات كان يجري، ليسقي كل العطاشى من ماء المعرفة ، وبحر العلوم ، يعلم الانسان من علم الله مالم يعلم .. كنخيل غيل باوزير ، كان طولا وعطاء ََ، واسمرا كطمي الفرات ، وغزيرا كبحر العرب وشواطيء الشحر وشحير وبندر يعقوب وشرمة والمشقاص ، وخليج عدن . إذا تكلم فهو العلم والإنسان في غزارته وبساطته .. واذا نطق ، فهو العالم المثابرالذي يقدم برنامجه ( ...
-
✍️. محمد عمر بحاح / عصام خليدي في اغنية " مش مصدق " للراحل الكبير الشاعر لطفي امان يتجلى مدىإهتمامه، وعنايته الفائقة بنصه البياني ، والجمالي ، والتقني كماسبقت الإشارة . يوزع الشاعر نصه الغنائي هذا بين اللهجة العدنية وبين السهل الممتنع من اللغة الفصحى مماصار جزءََ من المتداول اليومي الذي يتكلمه عامة الناس ، بحيث لايحتاجون عندما تورد في نص إبداعي إلى قاموس للإستدلال على معانيها . يبدأ الشاعر نصه بالعبارة التالية الاستهلالية الاستغرابية المثيرة ...
-
محمدعمربحاح / عصام خليدي يعتبر المرحوم الشاعر لطفي جعفر امان ، خير مثال للإشتغال الشعري على اللهجة والمفردة معا ، من خلال حرصه على جمال الكلمة ، وعنايته بها ، لفظا ، ومعنى ، ومبنى ممايمكن تشبيهه بالصناعة الدقيقة ، المبنية على عذوبة النطق ، ومراعاة النسب اللفظي بين الحروف . في اغنية "في جفونك " من الحان وغناء الفنان احمد قاسم ، نجد مثالا على هذا الإشتغال الفني على اللهجة والمفردة معا : ( في جفونك مرود السحر استوى يامكحل بالهوى .. شو ...
-
محمدعمربحاح/ عصام خليدي : ونجد حالة مماثلةلحالة اغنية ( صدفة )، لاتقل عنها روعة في لغتها الشاعرة ، اوفي صورها البديعة في نص الشاعر الراحل محمد سعيد جرادة ( وقفة ) ، وهي اول مالحن له الفنان الكبير محمد مرشد ناجي . وفي حين ان النص المشار إليه ، ( صدفة التقينا )والذي ابدعه لطفي جعفر امان ، ينهض على اللهجة والإشتغال على المفردة العامية ، فان نص الجرادة ينهض على اللغة الفصحى في جمله ، وتراكيبه ، وصوره ليشكل من قصيدته جمالية اكثر إتساعا من مداها ...
-
اشياء أخرى ... ثنائية الشاعر الملحن .... محمد عمر بحاح / عصام خليدي يرجع جزء كبير من خلود نصوص شعراء الجيل الأول من شعراء الأغنية اليمنية الحديثةإلى حرية الإبداع ، بالإضافة طبعاإلى الموهبة ، والثقافة ، ومكونات أخرى ، لهذا تعيش حتى اليوم برغم موت أصحابها اومعظمهم .. فلم تمت نصوصهم بموتهم ! في حين ان كثيرا من اعمال الذين ركبوا الموجة ، واستسهلوا الشعر الغنائي ماتت وهم مازالوا على قيد الحياة ! مفارقة ..أليس كذلك ؟ نفهم من ...
-
لعبت صهاريج الطويلة في كريتر - عدن ، دورا في التاريخ القديم للمدينة في عملية الري وتلبية حاجات السكان للماء ..وقد حفروها في عمق الجبل ، والصخر الصلد في نظام تقني بديع لحفظ المياه المتساقطة من الامطار وتكون السيول ، وعبر الزمن تراجع دورها مع إنشاء وسائل اخرى لحفظ وتوزيع المياه ، لكنها بقيت كشاهد واثر عظيم على عظمة المهندس والانسان في هذه المدينة . في قصيدة ( صهريج ) يسمع عبد الرحمن السقاف انة الصخرة فيستدعي احقابا من تاريخها حين كانت تمد الحار ...
-
يرفع عبد الرحمن السقاف من قيمة الشعر والغناء ، فهما يقدران على تعرية الواقع المزري ، وسرج حصان الرفض . ففي قصيدة ( هذا الشعر ..ياامرأالقيس )لايتوقف السقاف عن طرح أسئلة القلق الجدلية عبر التواصل التاريخي والتراثي مع "ملك الشعراء " امرىء القيس ، لاليدلل على ارتباط الحاضر بالماضي ، بل ليعيب علينا اننا لم نستطع الانكفاء عن ذلك الماضي البعيد . فيستحضر امرأ القيس ويسائله : ( إلى متى .. ليل ولاانجلى ) في إشارة إلى معلقته ( الاايها الليل الطويل ..الا فا ...
-
ينتقل الشاعر عبد الرحمن السقاف في ديوانه ( مدينة بلابيوت ) باسئلة القلق من الخاص والتجارب الذاتية إلى الشأن العام وشؤون الوطن ، فلايمكن إنجازمجد ذاتي ، في الوقت الذي يعاني فيه الوطن من آتار الحرب ، وضياع الأحلام ، ولايمكن تضميد جراح الذات ، والقلب ، بمعزل عن علاج هموم وجراح الوطن .. و( صيحة ) السقاف لاتخلو من الاسئلة ، لكنها هذه المرة لاقلقة ولاحائرة ، بل محرضة على الإقدام ، والفعل ، وعلى تجاوز الصعب والمستحيل ، وكسر حاجز الصمت ، واختراق جدرا ...
-
في غياب مشروع نهضوي ، وانفتاح حضاري ، نشأت مدن متضخمة بالأسمنت ، او كما أسماها ذات مرة الكاتب الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل : " غابة اسمنت ! " ارتجلت إرتجالا، وتوسعت عشوائيا ، تحصر فيها الأعمال والوظائف والخدمات في حيز واحد ، ويسيطر فيها تحالف اصحاب النفوذ و "الاقتصاد الخفي" على المقدرات المادية والاقتصادية ،إعتمادا على وجاهتهم السياسية والقبلية ، على حساب تهميش بقية السكان والمناطق . يكسبون كثيرا دون ان يسهموا في دورة الإنتاج، ويوزعون المن ...
-
لم تكن هناك خطوط حمراء مكتوبة حتى لانتجاوزها ، ولااحد قال لنا من رؤساء التحرير والمسؤولين ، ماهو المسموح والممنوع ؟ماذا نكتب وماذا لانكتب ..مايصلح للنشرومالايصلح ؟! ادركنا ذلك من ذات انفسنا.. من خلال الكتابةوالممارسةالعمليةاليومية ،كوًِنا مايمكن ان نسميه الرقابةالذاتية للكاتب على نفسه فيما يكتب..وتلك لعمري أقسى انواع الكتابة ،واقسى انواع الرقابة ! كنادائما نجد ثقبا ننفذ منه لتجاوز أية خطوط حمراء حتى لو لم تكن مكتوبة . ولم يكن هناك ماهو أنسب ...
-
" عبد الناصر علمنا ان نرفع رؤوسنا ..نعم انا ناصري ومرحبا بالموت " احمد العبد سعد استوعبت صحيفة "14 اكتوبر" اعدادا كبيرة من الصحافيين ، وظهر في اقسام المؤسسة موظفات اكثر في عقد تمكين المرأة الذي اعلنته الأمم المتحدة ، وفي الوزارات والمصانع و المؤسسات الجديدة التي أنشئت .. ظهرت اسماء جديدة من خريجي الصحافة من جامعات مصر والجزائر والعراق ،تلقوا تأهيلا اكاديميا ، لكنهم اكتسبوا الخبرة والمران هنا في "14 اكتوبر"،فكانت ...
-
"رفض التخلي عن نسيجه خشية ان يرتكب الخطيئة الأولى فيضطرب الموج ، ولم يكن هناك جنة حتى يطفق عليه من ورقهاويواري سوأته.. كانت الأجساد قد خلعت ثوب الستر ، وانصاعت لمذهب الطبيعة ..وحده العيون تسلط اشعتها عليه باستغراب وكأنه هبط على كوكبهم من كوكب الأنسجة ! ".. تلك لم تكن سوى النهاية .. لكن لكل شيء بداية ..ودائما توجد مرة أولى .. زرت المانيا مرتين ... الأولى ، زيارة صحفية صيف 1974 بدعوة من المركز الاعلامي بوزارة الخارجية الالمانية. الثانية، دور ...
-
غيب الموت امس الكاتب والصحافي المخضرم عبد العزيز بن ثعلب ( عزيز الثعالبي ) رحمه الله بعد رحلة كفاح طويلة بالقلم والكلمة الحرة الصادقة ، عمرها اكثر من نصف قرن ، عاصر خلالهااهم واعظم الاحداث التي مرت بها حضرموت ومربها الوطن . ولد في المكلا سنة 1945م . حائز على دبلوم الصحافة ، من اوائل محرري الصفحات الثقافية والرياضية في حضرموت ومعد البرامج الرياضية ، وظل لسنوات طويلة مراسل صحيفة 14 اكتوبر العدنية في حضرموت . لا اظن ان احدا لم يقرأ لعزيز الثعالبي ...
-
- الصحافية : نادرة عبد القدوس
- الأمس - الساعة 09:01 م
-
- محمد عمر بحاح
- السبت, 26 أبريل 2025 - 09:58 م
-
- عصام خليدي
- السبت, 26 أبريل 2025 - 04:24 م
-
- د. علي عبد الكريم
- الخميس, 17 أبريل 2025 - 05:44 م
-
- عصام خليدي
- الأربعاء, 16 أبريل 2025 - 05:42 م
-
- محمد عمر بحاح
- الاثنين, 14 أبريل 2025 - 05:42 م