عن محمد عمر بحاح
محمد عمر بحاح كاتب وصحفي يمني في عمر السبعين منها 55 عام في حرفة الادب
-
لخمسة قرون كانت هذه البقعة مكب قمامة القاهرة القديمة لكنها الآن حديقة جميلة من أجمل حدائق مصر،والعالم،ومنتزهاً رائعاً للمصريين وزوارالقاهرة يقضون فيه بعض أجمل أوقاتهم . قررنا وأسرتي أن نقضي نهاية الأسبوع في حديقة الأزهر، وأخذنا نجري الإستعدادات لقضاء يوم جميل . ليست هذه زيارتنا الأولى فنحن دائمو التردد عليهاكلما سنحت لنا الفرصة، منذ أن استقر بنا المقام في مدينة القاهرة، ونحرص أن تكون من أفضل الأماكن التي ننصح ونأخذ إليها أقرباءنا ممن يزورون ...
-
يفر من ضجره ووحدته،وطول إنتظاره، إلى مقهاه المعتاد، ومقعده المألوف ككل يوم، في نفس الزاوية المعتادة. مقهى صغير ، يقع على ناصية شارع من أكثر شوارع الجيزة حركة وازدحاما لاموسيقى،لا تلفزيون،ولاحتى راديو،لكن أسعاره زهيدةبقدر دخان السيارات التي تمر بسرعة وتلقي سخام عوادمها إلى صدره وصدور المارة . المقهى دخان ورماد ، و"كوباية" شاي يقدمه له النادل،بنفس الطعم والنكهة دون أن يطلبه حتى. يحتسيه رشفة رشفةويجد فيه لذة معتادة! يعرف النادل ماذا يشرب ، ...
-
أنور خان .. هل كان من الضروري أن تموت حتى نكتشف اننا نحبك كل هذا الحب ؟ وانني لست وحدي في هذا الحزن، بل يشاركني كثيرون فيه،وينافسوني في هذاالحب.. وفي الحزن أيضاً. مْنذ أن نشرت الإعلامية ضياء سروري مرثيتي في صديقي المغفور له انور خان في ( صوت عدن ) يوم وفاته الأحد الماضي 6 إبريل وأنا غارق وسط موجة من الحزن العميق على فراقه، لكن تدفق سيل من الرسائل التي يغلب عليها العزاء في الفقيد ، أشعرني بأن الوفاء،، مازال موجوداً في الناس ، حتى وإن كان يلفه ال ...
-
صباح يوم الأحد السادس من إبريل الحالي، نقل لي الصديق عصام خليدي نبأ انتقال المغفور له بإذن الله تعالى أنور خان ، الشخصية الاجتماعية المعروفة .. ، ابن المعلا وعدن إلى دار الخلود إثر معانا صامتة مع المرض في أيامه الأخيرة لم يعرف بها أحد سوى أسرته الكريمة، وأقرب المقربين إليه من الأصدقاء، لهذا كانت وفاته صدمة لي . أمثال أنورخان يعيشون بصمت،يمرضون بصمت، يتألمون بصمت ويموتون بصمت بعد أن يكونوا قد اعطوا الوطن كل شيء يستطيعونه بسخاء دون أن يأخذوا ش ...
-
في سنوات الطفولة ، ارتبط العيد في وعينا وأحلامنا الصغيرة ب "العيدية".. تلك "العانات" القليلة التي يمنحنا إياها الوالدان والأهل ، وبالدراهين التي تنصب في الأماكن العامة التي يقام فيهاالاحتفال بالعيد، وطبعاً بالملابس الجديدة. كان ذلك مُنتهى الفرح ، منتهى السعادة للأطفال الذين "كُنا-هُم" في تلك السنوات التي كلما تذكرناها - وفي الأصل لم ننسها- نتذكر،كم كانت الحياةبسيطة،وأحلامنا متواضعة إلى درجة نفرح بالعيدية وبركوب "الدرهانة"كأنها مُنتهى الدني ...
-
عزيزتي ضياء سروري .. منذ عدة سنوات ، وانت رئيس تحرير موقع ( صوت عدن ) رغم مشاغلك الكثيرة ، لاتنسين عيد ميلادي الذي يوافق التاسع عشر يناير ، فتقدمين التهنئة لي اولاً عبر التلفون ، ومن ثم في الموقع بكلمات رقيقة، أعجز من أن ارد جمالها وجميلك ، وما أن تنشر حتى يتدفق سيل التهانىء من كل حدب وصوب ، كأن تهنئتك أيتها العزيزة، جرس التنبيه ! ولستُ أدري إن كنت استحق كل هذا الحب من أولئك الذين أحاطوني بفيض مشاعرهم القلبية الصادقة ، ولكن من حقك وحقهم أن أشكرك ...
-
في السنوات الأخيرة من حياته، و قبل كل رأس سنة كنت أخترق صمته ومرضه وألمه الذي يقفل عليه باب قلبه واتصل به على تلفون منزله، وفي كل مرة لا أكون متأكداً أنه سيجيب على اتصالي ابداً، لكن بمجرد أن يرفع السماعةيأتي صوته مُرحباً : -آلو...أعرف صوته الرخيم العذب يخترقني،سمعته العديد من المرات يلقي به قصائده، عبر ردايوعدن ،أوقصائداً لغيره من الشعراء العرب والأجانب. يقول لي بعتب وبعض التعب يعتريه : - يابن البحاح أيش تشتي مني؟"خللي حالي" انا تعبان ! لي ...
-
ذات ظهيرة حارة من صيف عدن الحار ، وصيف عدن اما حار أوحارجداً ،فتحت الباب على طرق ملح على غير المعتاد ، فإذا أنا وجهاً لوجه أمام جدي .. ألجمتني المفاجأة ، واخرست كل حواسي دفعة واحدة. لم أستوعب الأمر إلاّ حين قال لي بصوته المبحوح : _ وراك ياولد ،، باتم واقف يم على الباب .. _ لا ياجدي ،، حيا بك ، دارك ، آنست. _ وبك الأُنس ...دلف إلى الداخل ، وعاصفةأسئلة: فين ابوك ؟ وفين امك ؟ واخواتك فينهم ؟ عساهم بخير .. _ .. بس ايش جابك ؟ اقصد ليش ماخبرتن ...
-
منذ مدة ليست بالقصيرة ، تلح علي فكرة العودة إلى الديس الشرقية ،والبحث عني هناك ، لعلني اجدني في زاروب من تلك الزواريب، أو مطراق من المطاريق ،أو في بيتنا الطيني .وجدتني في شوق جارف أكثر من أي وقت مضى منذ غادرتني إلى طفولتي وزمني الجميل . أريدني أن اعتذرمني،وأقل لي سامحني،لقد حملتني وتحملتني كثيراً..عفوا لقد خذلتك في مواطن كثيرة ، لم أكن فيها على قدر الأمانة والمسئولية.حاولت،لكن الأعباء كانت أكبر مني ومنك ! كنت أريد أن أقول لي : لماذا تركتني أ ...
-
رفع جعفر وجهه ويديه إلى السماء بأعلى مااستطاع وساعده عليه عمره ، وصرخ بأعلى مافي صوته من قوة : - ضيقها يارب ! يكرره عدة مرات حتى يسمعه كل من في السوق.الرؤوس التي كانت مشغولة ، مهمومة،تستدير في حركة لولبية نحو مصدر الصوت.العيون تتركز على جعفر الذي كان يلتصق بمؤخرته في الأرض، ومستنداً بظهره إلى جدار أحد الدكاكين كحاله كل يوم وطوال سنين .تتلون الوجوه في تلك اللحظة بلون واحد الاستغراب،والإستهجان.لم يتعودوا أن يتجرأ أحد بمثل هذا الدعاء الذي لم يسم ...
-
القات والأوهام وأشكاله المتعددة فاجأته عصراليوم كلها دفعة واحدة فأستسلم لإغرائهاولم يحتفظ بها لنفسه بل فجرها أمام من في المقيل: - صحيح انكم تعدون لتعديل وزاري ؟ ولما كان يُعتقد بأنه لايهتم بمثل هذه الأمور،لم يلق أحدٌ لسؤاله بالاً،لكنه عندما كرره عدة مرات،أضطر صاحب الديوان غير راغب تقريباً،للقول أن همساً يدور لكن لم يتحدد شيءٌ بعد... وكأنه تلقى تأكيداً بالإجابة لم يتأخرفي طرح مايريد : - مارأيكم دام فضلكم، لوأقترحتم عليهم إسمي؟أنت رجل مهم وكلمتك ...
-
رسم المطر لوحةجميلة على المدرجات الخضراء وارتدت عيوني لون الطبيعة الخارق . برغم الألم حلقت في آفاق أخرى وعوالم غيرعالمي القديم.فوق رأسي ألتفت ُسحب الرذاذ الذي كان يسقط على زجاج السيارة. لم استطع الإقلاع عن التطلع أبداً، فقد كنت لحظة إثر لحظة أحلق واتصور نفسي إمرأة المطر، التي أجلت موعد وصولها ، ولكن المهم انها جاءت والفرح بعد طول غياب..! رائحة المطر مُثيرة وشهية تشعرني بالانتعاش طوال الطريق . أضواء القرى على مدى المنحدرات ، فسيفساء مشعة، تعلن ع ...
-
في الديس الشرقية،ولد الشاعر والفنان سعيد يُمين عبدالله بايمين،سنة 1939م في حافة طالع التي تبدأ شمال المسجد الجامع والى الغرب منه وتضم البيوت التي تقع شمال ديار آل بحاح، ويقع بيتهم قريباًمن مسجد النور، حيث بيوت آل بايمين المبنية من الطين ككل بيوت الديس،مُتلاصقةفي تلاحم حميم..الساعة واليوم لاندري بالضبط لكن صرخته الأولى ككل الأطفال حين يولدون صاحبتها زغاريدالنساءفرحاً بمولده. لانعرف الكثير عن يُمين عبدالله ، لكنه دون شك كان سعيداً بمجيء ولده إلى ال ...
-
عندما أعلن عن فوز زكريا تامر،القاص العربي السوري بجائزة سلطان العويس في القصةسنة 2002مُناصفة مع الكاتب محمد البساطي،كنت في الإمارات. يومها ثار جدل في الأوساط الثقافية والإعلامية، ليس عن أحقية زكريا تامر بالجائزة ،فهويستحقها،وقد استحقها بجدارة،بل لماذا لايفوز بكامل قيمة الجائزة وقدرها 120 الف دولار ؟! يومها كتبت عموداً في صحيفة (أخبار العرب)اليومية الصادرة في ابو ظبي ، وكنت محرراً في مكتبها في الشارقة ، أشدت فيه بنيله الجائزة، وبمكانته البارزة و ...
-
اظن ان ذلك الطفل الذي ولد في نفس العام الذي ولدت فيه 1949م ، وانتقل إلى العالم الآخر عن 42 عاماً،مات بجلده الطفولي،طفلاًلم يكبربعد ...! لكنه حين مات،كان قد ملأ الدنيا بصوت كمانه الذي التصق وشغف به آذان مستمعيه في لحظات عزفه المذهل في سنوات عمره القصير،ممزوجاًبكل أحاسيسه ومشاعره، مستمعاً إلى تلك العوالم التي لايسمعها الآخرون، تحت أجمل سماء في العالم ...سماء عدن. 2ولد شكيب في شِعب العيدروس في مدينةكريتر - عدن، في واحد من أقدم ...
-
غالباً، لاأكتب عن المرءإلا بعد أن يرحل إلى العالم الآخر ! وفي ذلك تعاتبني الأستاذة ضياء سروري رئيس تحرير ( صوت عدن ). الحق معها .. ولها وجهة نظر في ذلك. ووجهة نظرها أن الراحل "اللي" كان،لو قرأ ماكتبته عنه في حياته،لأسعده هذا كل السعادة،وأشعره بأن ماقدمه في هذه الحياة،يلقى إحترام الآخرين وتقديرهم ولمنحه بعض العزاء بأن جهده وعطاؤه للمجتمع لم يذهب هباءاً، او يقابل بالجحود والنكران .وجهة نظر تُحترم . لكن لاحيلة لناياعزيزتي ضياء إذا كان غير مسموح لن ...
-
▪︎ "إليه في عيد ميلاده السادس والستين" الكتابة عن البروفسور نزار غانم بحد ذاتها إشكالية ! فأنت لاتكتب عن شخص واحد ، بل عن عدة أشخاص في شخص واحد !! طبيب ؛ كاتب ، شاعر ، ملحن ومغني، اكاديمي واستاذ جامعي ، مؤلف وباحث، وشيخ طريقة السومانية ، فهو رجل كثيررر بحق !فأيهم تختار الكتابة عنه ؟.. عن الطبيب الجراح خريج كلية طب الخرطوم ،أم الكاتب الذي له مجموعة مؤلفات،أم الشاعر والملحن الذي له قصائد وألحان والعازف على آلة العود والبا ...
-
ولد عدنان أحمد عبده جُمن الشهير ب"عدنان جُمن" في شِعب العيدروس بمدينة عدن -كريتر عام 1960م، وهو الابن الأوسط لأخوته التسعة، 4 بنات و 5 أولاد،أكبرهم شكيب جمن (1949 -1991) عازف الكمان المشهور والذي سيلعب دوراً محورياً في حياة عدنان وأخيه عارف. يتذكرعدنان ذلك الماضي البعيد..البيت الذي ولد فيه..السنوات الأولى لطفولته. يوم كان طفلاً يعيش مع أسرته كثيرة العدد في بيت (قاعي) مكون من غرفة وصالة ضيقتين (مخزن ودارة)، كما يُسمى في عدن ، كأكثر بيوت الأحيا ...
-
تلقيت من التهاني هذا الأسبوع ، أكثر مما اتلقى عادة في يوم مولدي ، او بالأصح تولدي كما يحب أن يسميه توأم روحي الشاعر والكاتب اديب قاسم . المناسبة كانت ، صدور كتابي الذي حمل عنوان (اشيائي) الذي اهديته إلى بناتي : "عبير حياتي وربيع عمري اسيلةوسالي" الصادر عن مؤسسة "اروقة" للدراسات والنشر والترجمة في القاهرة، التي يرأسها الصديق الشاعر الدكتور هاني الصلوي ..وكنّ على رأس الحضور لِمّ لا؟ فأبوهم المحتفى به.. صاحب هذا الفرح.ولعبير نصيب من " أشيائي" ، ...
-
البعض يولد كبيراً ،ثم يتناهى في الصغر حتى يتلاشى..والبعض يولد صغيرا ثم يبدأ يكبر قليلاً قليلاً ، والبعض يولد كبيراً ، ويظل كبيراً حتى النهاية ! والبعض يولد وفي فمه ملعقة من ذهب ..جنيد الجنيد ، ولد وفي فمه ملعقة من ِشعر .. ولد شاعراً كبيراً،وظل كبيراً ،صعد القمة ، وتربع عليها..يطاول نخيل حضرموت طولاً وسموقاً،ومنارةالمحضارإرتفاعاً وعلواً. لمالا ؟..أليس جده لأمه الشاعر الكبير أبوبكر بن شهاب ؟!اوليس هذا " الجد بالذات،هو نفسه من صمم منارةالمحضار .. مئ ...
-
- الصحافية : نادرة عبد القدوس
- اليوم - الساعة 09:01 م
-
- محمد عمر بحاح
- الأمس - الساعة 09:58 م
-
- عصام خليدي
- الأمس - الساعة 04:24 م
-
- د. علي عبد الكريم
- الخميس, 17 أبريل 2025 - 05:44 م
-
- عصام خليدي
- الأربعاء, 16 أبريل 2025 - 05:42 م
-
- محمد عمر بحاح
- الاثنين, 14 أبريل 2025 - 05:42 م