في زمن تتشابك فيه المصالح وتعلو فيه الأصوات الخاطئة، يبقى السؤال حاضرًا، لماذا يُقصى أصحاب الكفاءة، ويُهمش من يحملون العلم والخبرة بينما يُقدم غير المستحق إلى الواجهة؟.

 أحيانًا تكون الخيبة أثقل من أن تُحتمل، فعندما نتأمل من أفنى عمره في الدراسة و جمع الخبرات و حصل على الشهادات وأثبت إخلاصه وكفاءته، يُترك على الهامش وكأنه لا وجود له، بينما في المقابل نرى من جلسوا على مقاعد المسؤولية لا يملكون عُشر ما لدى غيرهم من جدارة سوى أن القرابة أو المحسوبية فتحت لهم الأبواب وأوصلتهم إلى القمة.

إنها قسوة الواقع حين يُزاح أصحاب الحق إلى الصفوف الخلفية، ويُقدم غير المستحقين إلى صدارة المشهد، والأصعب من ذلك أن تكتشف أن الكفاءة لم تعد معيارًا بل غلبتها المصالح الضيقة والوساطات.

ويبقى السؤال الذي يثقل القلوب، إلى متى سيظل التهميش يبتلع الكفاءات الحقيقية بينما تُمنح الأضواء لمن لا يستحق؟.
ربما حان الوقت لنُعيد الاعتبار للجدارة قبل أن نخسر أعظم ما نملك، عقولنا وأبناؤنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أكفاء في زمنٍ لا يُنصف الكفاءات ...