صوت عدن:
القدس - غزة (رويترز):

 قالت إسرائيل يوم الأحد إنها ستوقف العمليات العسكرية كل يوم لمدة عشر ساعات في مناطق محددة بغزة وستسمح بفتح ممرات جديدة للمساعدات في القطاع بعد أن أثارت صور الفلسطينيين الجائعين قلق العالم.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة، ترفضها الحكومة، بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتوقف محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) دون أن تتضح أي آفاق لاحتمال التوصل إلى اتفاق.

ومن المقرر تعليق العمليات العسكرية يوميا في المواصي، التي سبق وأعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية على الساحل، ودير البلح بوسط قطاع غزة ومدينة غزة بشمال القطاع من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (0700-1700 بتوقيت جرينتش) حتى إشعار آخر.

وأعلن الجيش أيضا تحديد مسارات آمنة لقوافل المساعدات الغذائية والطبية من الساعة السادسة صباحا حتى الحادية عشرة مساء اعتبارا من يوم الأحد.

وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن بالمناطق المحددة.

وكتب في منشور على إكس “على تواصل مع فرقنا على الأرض، التي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة”.

وقال مسؤولون طبيون بمستشفيي العودة والأقصى وسط قطاع غزة إن إطلاق نار من قوات إسرائيلية أدى إلى مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة 50 آخرين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات يوم الأحد. ولم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق.

وقال شهود من رويترز وسكان إن الآلاف من سكان غزة تجمعوا في المواقع التي يتوقعون مرور شاحنات المساعدات فيها يوم الأحد.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية.

وأضافت الوزارة أنها سجلت ست وفيات جديدة بسبب سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع إلى 133 في المجمل، منهم 87 طفلا.

وقال عاملون في القطاع الصحي إن الطفلة زينب أبو حليب (خمسة أشهر) توفيت يوم السبت في مستشفى ناصر بخان يونس جراء سوء التغذية الحاد.

وقالت أمها إسراء أبو حليب لتلفزيون رويترز “كنا تلات شهور بالمستشفى بدون فايدة… لا حياة لمن تنادي، ناشدنا كتير… وهاي المقابل. المقابل إنها متوفية”.

وأعلن الهلال الأحمر المصري أنه أرسل يوم الأحد أكثر من 100 شاحنة محملة بأكثر من 1200 طن من المساعدات الغذائية إلى جنوب غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

وقبل ساعات بدأت إسرائيل السماح بعمليات إنزال جوي للمساعدات فيما وصفته بمحاولة لتخفيف الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وقالت منظمات الإغاثة الأسبوع الماضي إن الجوع يتفشى بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتزايد القلق الدولي من الأزمة الإنسانية في غزة، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإعلان عن عزم باريس الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر أيلول.

ونددت مجموعة من 25 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، الأسبوع الماضي بشح المساعدات وقالت إن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين أمر غير مقبول.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن الهدن الإنسانية في غزة ستتيح “توسيع نطاق المساعدات الإنسانية”، مضيفة أن إسرائيل لم توفر طرقا بديلة كافية لقوافلها مما يعوق وصول المساعدات.

ومنعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس آذار، قبل أن تسمح بدخولها مجددا في مايو أيار مع فرض قيود جديدة. وتقول إنها ملتزمة بإدخال المساعدات لكن عليها التحكم فيها للحيلولة دون سيطرة المسلحين عليها.

وتقول أيضا إنها سمحت بدخول ما يكفي من الطعام إلى غزة خلال الحرب، وتحمل حماس مسؤولية معاناة سكان القطاع.

وبدا يوم الجمعة أن إسرائيل والولايات المتحدة تتخليان عن مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس، وقالتا إنه أصبح من الواضح أن الحركة لا تريد التوصل إلى اتفاق.

* أمل وشكوك

عبر العديد من سكان غزة عن ارتياحهم المبدئي للإعلان الصادر يوم الأحد، لكنهم أكدوا على ضرورة انتهاء القتال بشكل دائم.

وقال تامر البرعي، وهو مالك شركة، “الناس مبسوطين كتير أنه كميات كبيرة من الأكل راح تدخل غزة”. وأضاف “إحنا بنتمنى أنه اليوم يشكل خطوة أولى في إنهاء الحرب التي حرقت الأخضر واليابس”.

وعبر آخرون عن قلقهم إزاء كيفية إيصال المساعدات وما إذا كانت ستصل إلى الناس بأمان.

وقال صهيب محمد، وهو نازح من غزة، إن المساعدات يجب أن تدخل “بشكل منطقي.. المساعدات بإنزال جوي بتعمل إصابات وبتعمل أضرار”.

وانتقد إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، وهو من اليمين المتطرف، قرار السماح بالمساعدات الذي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي الدفاع اتخذوه دون إطلاعه عليه.

وأضاف في بيان “هذا استسلام لحملة حماس الخادعة”، مجددا دعوته إلى قطع جميع المساعدات عن غزة والسيطرة على القطاع بأكمله وتشجيع سكانه الفلسطينيين على مغادرته. ولم يصل بن جفير في بيانه إلى حد التهديد بالاستقالة من الحكومة.

ولم يرد متحدث باسم نتنياهو حتى الآن على طلب للتعليق على بيان بن جفير.

وبعد السماح بدخول المساعدات في مايو أيار، اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة بعدم القدرة على توزيعه، لكن المنظمة الدولية قالت إنها تعمل بأكبر قدر ممكن من الكفاءة في ظل القيود الإسرائيلية.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 معظمهم من المدنيين واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وفقا لمسؤولي الصحة بغزة، أسفرت الحملة الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين عن مقتل ما يقرب من 60 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. وحولت الحملة الإسرائيلية معظم القطاع إلى أنقاض وشردت جميع السكان تقريبا.