مبعوث ترامب يلتقي بنتنياهو لبحث مساعدات غزة وإنقاذ محادثات الهدنة
صوت عدن/ القدس/القاهرة (رويترز):
التقى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.
وبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته تروث سوشيال “أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!”.
وفي أحدث تحرك دبلوماسي واضح من جانب واشنطن نحو دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين والانحراف عن حلفائها الأوروبيين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، قائلة إنهما تقوضان جهود السلام.
وتحظى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهما خصما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، بالقبول على الصعيد الدولي كممثلين للشعب الفلسطيني ومسؤولين عن إدارة دولة فلسطينية أعلنت فرنسا وبريطانيا وكندا في الأيام القليلة الماضية أنها قد تعترف بها كدولة مستقلة قريبا.
ولم يرد متحدث باسم السلطة الفلسطينية فورا على طلب للتعليق. ولم يتضح بعد الأثر الكامل للخطوة الأمريكية، إذ أعلنت وزارة الخارجية أن الأفراد المستهدفين سيُمنعون من السفر إلى الولايات المتحدة، لكنها لم تحدد هوياتهم.
وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير العدل ياريف ليفين يوم الخميس عن دعمهما لضم الضفة الغربية التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة عليها في المستقبل.
وكتب الوزيران “في هذه اللحظة بالذات، ثمة فرصة سانحة لا ينبغي تفويتها”. ويقول الفلسطينيون إن ضم الضفة الغربية سيقضي على احتمالية حل الدولتين وينهي أي عملية سلام.
كانت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة قد وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات في التسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الحد الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية.
ووصل ويتكوف في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بغزة والقيود المفروضة على المساعدات في القطاع.
وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت يوم الأربعاء ردا على أحدث التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح أمريكي ينص على تطبيق هدنة 60 يوما وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
ولم يصدر تعليق من حماس بعد.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 12 كانوا ضمن حشود تجمعت لتلقي المساعدات حول ممر نتساريم، وهي منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وسط غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية لتفريق الحشود التي كانت تشكل خطرا عليهم دون تسجيل وقوع خسائر بشرية.
ومنذ اندلاع الحرب، سجلت وزارة الصحة في غزة 154 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، معظمها في الأسابيع القليلة الماضية، بينهم 90 طفلا على الأقل. وتقول الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ أواخر مايو أيار ما يزيد عن ألف فلسطيني بينما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات.
وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن ويتكوف سيزور أيضا موقعا لتوزيع المساعدات في غزة.
وفي مواجهة تنامي الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يتضورون جوعا، قالت إسرائيل يوم الأحد إنها ستعلق العمليات العسكرية عشر ساعات يوميا في أجزاء من غزة وستحدد طرقا آمنة للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء.
* دعوات لحماس لإلقاء سلاحها
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من المواد الغذائية إلى غزة في أول يومين من تعليق العمليات العسكرية، لكن حجم المساعدات “لا يزال بعيدا كل البعد عن أن يكون كافيا”.
ويواجه السكان خطرا من القوات الإسرائيلية واللصوص الفلسطينيين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات.
وقال رجل من دير البلح لرويترز طالبا عدم كشف هويته “أنا حاولت أكتر من مرة أروح وأجيب طحين، لكن المرة الوحيدة اللي تمكنت فيها أني آخد كيس إجا واحد بسكين ثبتني في الشارع وأخده مني بعد ما هددني يضربني بالسكين”.
ومع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين 60 ألفا هذا الأسبوع، يتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال رامي من مدينة غزة لرويترز عبر أحد تطبيقات المراسلة “راح ننقذ آلاف الأرواح ويمكن الحرب ما ترجع بعدها”.
ولا تزال حماس تحتجز 50 رهينة في غزة، ويعتقد أن 20 منهم لا يزالون أحياء.
وقادت أمهات رهائن احتجاجا أمام مكتب نتنياهو لمطالبة الحكومة بإنهاء الحرب.
وقالت يائيل إنجل-ليشي عمة رهينة أطلق سراحها في وقف إطلاق نار سابق “أنهوا هذا الكابوس”.
وقال نتنياهو، الذي يضم ائتلافه الحاكم حزبين يريدان احتلال غزة وإعادة إنشاء مستوطنات يهودية هناك، إنه لن ينهي الحرب حتى ينتهي حكم حماس للقطاع وتلقي سلاحها. وترفض حماس الدعوات لإلقاء سلاحها.
وأيدت قطر ومصر، اللتان تتوسطان في جهود وقف إطلاق النار، إعلانا يوم الثلاثاء من فرنسا والسعودية حدد خطوات لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويذكر الإعلان أن حماس “يتعين عليها إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”.
وتندد إسرائيل بتصريحات فرنسا وبريطانيا وكندا منذ الأسبوع الماضي بأنها قد تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تقول إسرائيل إنه مكافأة لحماس على هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الذي سافر إلى إسرائيل، إن المفاوضات بشأن حل الدولتين يجب أن تبدأ، لكن اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية سيأتي في نهاية هذه العملية.